مساحة إعلانية

معاً نتعلم

المتاجره بالأسهم وتعليم التحليل الفني وبعض المقالات واللقاءات التلفزيونيه

الجمعة، 8 يناير 2016

المستجدون بين رفاهية التعليم وقسوة الصحة (صحيفة الرياض)

المستجدون بين رفاهية التعليم وقسوة الصحة

بسام بن سليمان العبيد
    قبل نهاية كل عام دراسي تفتح وزارة التعليم أبوابها لتسجيل الطلاب والطالبات الجدد للعام الذي يليه كما تقوم بإجراء فحص طبي لكل منهم عبر وحداتها الصحية التابعة لها.
ومع بداية العام الدراسي الجديد والتحاق المستجدين بمدارسهم تكثف وزارة التعليم جهودها عبر تلك المدارس من خلال منسوبيها العاملين بالميدان التربوي والتعليمي بحسن استقبالهم وتشدد على تسخير كل الإمكانات والجهود وإجراء البرامج الترفيهية والتشويقية التي تسهم في تقبل هذه الفئة لبيئة المدرسة بل وتخصص جدول زمني لساعات الحضور والانصراف في الأسبوعين الأوليين لهم حرصا منها على اندماج المستجدين والمستجدات بهذه المنظومة الجديدة عليهم.
وما أن يبدأ هؤلاء الجدد وأولياء أمورهم بقطف ثمار هذه الجهود الكبيرة والمباركة والمشكورة أيضا التي تقوم بها الوزارة ومنسوبوها بالميدان من انسياق نفسي واجتماعي للمستجدين داخل مدارسها حتى تداهمهم وزارة الصحة بفرقها الميدانية وحملاتها التطعيمية لهم داخل المدرسة وأروقة الفصول التعليمية مما يجعله يوما داميا بالنسبة لأطفالنا بل ويزرع بذاكرتهم الربط بين المدرسة والألم والتطعيم.
وهنا تتبخر كل الجهود السابقة وتعود معاناة المدرسة وأولياء الأمور من جديد بإقناع فلذات أكبادهم بان الموقف لن يتكرر مما يجعل مسح هذا الموقف من ذهن الطفل أصعب بكثير مما نستطيعه أحيانا!
وهنا تحصل عملية إجهاض للعملية التربوية وإرباك لسير الخطط التعليمية والمناهج، كما خطط له فتبدأ مسلسلات الغياب والكر والفر والبكاء الممزوج بالخوف بمجرد مشاهدة الطفل لأسوار مدرسته للأسف الشديد والمر معا!
والسؤال هنا لماذا لا تقوم الصحة بحملاتها أثناء التسجيل وإجراء الفحص الطبي لهم بمراكز الوحدة الصحية التابعة لوزارة التعليم توفيرا لآثار ماسبق واختصارا لجهد الفرق الميدانية التي تطوف على المدارس لاسيما أيضا انه سيكون بصحبة ولي أمر الطفل بعيدا عن زج المدارس ومنسوبيها بهذا الأمر الذي يشعر الطفل بكراهيته لمعلميه واستبعادا لحالات الإغماء والتشنج التي تحدث أثناء إجرائها بالمدارس أحيانا؟
ومن هنا وعبر"الرياض" فكلي وكلكم كما اعتقد أمل بمعالي وزير الصحة د . خالد الفالح بضرورة إعادة النظر بمثل هذا الإجراء خاصة وأنه الرجل القادم من القطاع الناعم كما يحب البعض إطلاقه على القطاع الخاص، وسبق تواصلت مع احد مديري التعليم عن ذلك وذكر لي أن هذا الأمر متعلق بوزارة الصحة فقط.
وهنا جرى كتابة ما سبق حتى لا يتكرر الموقف الذي بات وشيكا على الأبواب ودعواتنا التي لا تنقطع لكل من وزيري التعليم والصحة بوافر التوفيق والسداد.
حفظ الله الوطن وأبناءنا وبناتنا ووفقهم لكل خير.

ليست هناك تعليقات

جميع الحقوق محفوظة لــ معاً نتعلم 2016 ©