وزير التعليم و«صباح القرار المنتظر والفرج القريب»

كم وددت أن استفتح مقالي بعبارة "صباح الخير" ذلك الخير الذي لمسناه من وزير التعليم وما زلنا نراه في محياه ومتجسدا بقراراته المباركة.. ذلك الخير الذي تزامن مع قدومه الكريم لهذا المنصب الذي شرفه به خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله وسدده ورعاه-
إلا أنني أود أن أبدأ بعبارة أخرى تجسد معاناة آلاف المواطنين والمواطنات لعلّها تصف جزءا مما ينتظرونه منكم فبلغتهم هم أقول لكم "صباح القرار المنتظر والفرج القريب"
حيث هناك مشكلة كبيرة تخص الآلاف من البنين والبنات من فلذات أكبادهم والمستجدين بالمرحلة الابتدائية للعام القادم حيث إن منهم من تاريخ ميلاده بين ١١/٢/١٤٣١ وحتى تاريخ ١٢/٥/١٤٣١ه لا يتم قبوله إلا إذا كان درس في روضة معتمدة حسب تعميم الوزارة وحيث إن الروضات الحكومية لا تغطي أعداد الملتحقين بها في أغلب المناطق فقد كان للروضات التابعة ل(الشؤون الاجتماعية - وزارة الشؤون الإسلامية - دور تحفيظ القرآن الكريم) تغطية رائعة ومميزة لهذه الثغرة في عدم وجود روضات حكومية تستوعب كل أبناء الوطن في هذه المرحلة العمرية من فلذات الأكباد وجبرا للنقص الموجود لدى وزارة التعليم من سنوات.
وهنا تبرز مشكلة كبرى مع وزارة التعليم بأنها لم تكتف بعدم سد العجز طيلة السنوات الماضية للمناطق والمحافظات والقرى من الروضات الحكومية فحسب! بل إنها قررت أن لا تقبل من درسوا بهذه الروضات -التابعة لجهات غير وزارة التعليم- طيلة عام كامل ودفعوا رسوما لها؛ ممن يرغبون بالالتحاق بالعام الدراسي الجديد 1436/1437 رغم انه قد تم عمل حل مؤقت باستثنائهم وقبولهم العام الماضي بخطاب من نائبة الوزير أ. نورة الفايز -سلمها الله- لإدارات الاختبارات والقبول بمكاتب التربية والتعليم مما اعتبره الكثير تعميدا بالقبول لخريجي هذه الروضات مستقبلا، والملاحظ حقيقة أن الوزارة رغم عجزها الفترة الماضية من توفير روضات حكومية تستوعب كل أبناء المواطنين بهذه المرحلة إلا أنها دعمت العجز بمزيد من السلبية والتعقيد تجاه امتناعها عن إيجاد حل مناسب باستغلال مثل هذه الروضات التي تساهم في سد الثغرة لدى الوزارة وتعمل على ردمها فبدلا من الوقوف معها ودعمها ومساندتها قامت بتجاهل مخرجاتها وأصرت على عدم اعتمادها وقبول طالباتها وطلابها مما أثقل هموم الآباء والأمهات فضلا عن فلذات أكبادهم وبعد وقوفي على الموضوع من كل جوانبه واستماعي لبعض من آهات أولئك أحببت مشاركتهم وإيصال صوتهم الحزين لمعاليكم وشخصكم الكريم والمحبوب والذي لا تقل نبرة الحزن بأصواتهم عن نبرة التفاؤل بكم ومدى تقديركم لمعاناتهم لذلك ومن باب المشاركة والرأي لمعاليكم اقترح ما يلي: أولا وبشكل عاجل أن تعفي الوزارة الطلاب والطالبات الملتحقين بهذه الروضات لهذا العام وتعمد كل إدارات التعليم بقبولهم ثانيا: أن تصدر الوزارة بيانا بالروضات المعتمدة بكل منطقة وتوزعها على كل الإدارات بالمناطق وتوضع بمواقع مكاتب التربية والتعليم بكل منطقه على النت وتعمم أسماء هذه الروضات على كل المدارس بمراحل التعليم العام ليعرف الناس المعتمدة من غيرها. ثالثا: أن تصدر الوزارة بيانا لعموم المواطنين والمواطنات توضح فيه بأن الروضات التابعة للوزارات السابق ذكرها غير معتمدة عند التسجيل بالمرحلة الابتدائية.
رابعا: أن تسهل الوزارة عمل تراخيص مؤقتة لهذه الروضات لحين تصحيح وضعها، والإشراف على مناهجها أو تعيين مشرفات عليها كما هو الحال بمدارس التعليم الأهلي والأجنبي حيث أنها تغطي العجز الكبير بنقص أعداد روضات وزارة التعليم ناهيكم أن تلك الروضات على بساطة أدواتها وتفاوت مخرجاتها إلا أن شريحة كبيرة منها نحسبها كذلك تخرّج لنا أطفال ملمين بالحروف العربية بل والإنجليزية وتكسبهم العادات الجيدة ومخرجاتها جدا إيجابية وطيبة مما يعزز العملية التعليمية ويسهلها بالمرحلة الابتدائية ويخدم الطالب/ه والمعلم /ه وكذلك أولياء أمورهم خاصة إذا ما أخذنا بالحسبان أن الروضات الأهلية المعتمدة رسومها عالية ولا تناسب دخل شريحة كبيرة من المواطنين كما أنها لا تستوعب كل الأعداد لهذه الفئة العمرية والخطوات السابقة تصحح الوضع الحالي وتدعم تطويره مستقبلا وتخدم المجتمع بكل شرائحه علما أن موعد تسجيل الملتحقين بالروضات بمنتصف رجب الماضي ومازال ملف قبولهم معلق حتى لحظة كتابة هذا المقال آملين من معاليكم خدمة هؤلاء المواطنين الذين لم يجدوا روضات حكومية تقبل أبنائهم بسبب قلتها وقلة الأعداد التي تستوعبها بل وعدم توفرها ببعض المحافظات والقرى، وكلهم شوق لما تخطه أياديكم البيضاء في رفع المعاناة والحرج عن فلذات الأكباد الذين أمضوا عاما كاملا في الدراسة بهذه الروضات التمهيدية طمعا في قبولهم للعام القادم بالمرحلة الابتدائية فلا يمكننا القول لطفل أو طفله درس لعام كامل وتعلم الأحرف العربية كتابة ونطقا علاوة على بعض المهارات الأخرى الجيدة انه لا مكان لكم بسبب أن روضتك أو روضتكِ غير معتمدة لدى الوزارة ولا أظنكم أيضا ترغبون بقول ذلك.
وفي الختام وعودا على بدء أتمنى أن يسمع الوطن منكم قرارا منتظرا وفرجا قريبا يكون صباحه باسما على ثغرات أطفالنا تتبدل معه نبرات الحزن إلى فرح فهنيئا لكم بكربة يكون فرجها على أياديكم وهنيئا لهم بقلب يستشعر همومهم كقلبكم والله أسال لكم ولهم وللوطن التوفيق والسداد.
ليست هناك تعليقات